الموعظة على الجبل

للسيد المسيح - إنجيل متى الأصحاحات ٥-٧

ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل ، فلما جلس تقدم إليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا:

السعادة الحقيقة

" طوبى للمساكين بالروح ، ﻷن لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى ، ﻷنهم يتعزون. طوبى للودعاء، ﻷنهم يرثون الأرض. طوبى للجياع والعطاش إلى البر، ﻷنهم يشبعون. طوبى للرحماء، ﻷنهم يرحمون. طوبى للأنقياء القلب، ﻷنهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام، ﻷنهم أبناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من أجل البر، ﻷن لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ، كاذبين. افرحوا وتهللوا، ﻷن أجركم عظيم في السماوات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم.

ملح الأرض ونور العالم

" أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء، إلا ﻷن يطرح خارجا ويداس من الناس. أنتم نور العالم . لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل، ولا يوقدون سراجا ويضعون تحت المكيال، بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات.

موقف يسوع من الشريعة

" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت ﻷنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات. فإني أقول لكم: إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسسين لن تدخلوا ملكوت السماوات.

الغضب

" قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستجوب الحكم. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم، ومن قال ﻷخيه: رقا، يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم . فإن قدمت قربانك إلى المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك، و حينئذ تعال وقدم قربانك. كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي، ويسلمك القاضي إلى الشرطي ، فتلقى في السجن. الحق أقول لك: لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير!

الزنى

إقرأ النص كاملاً الموعظة على الجبل

"قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، ﻷنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها وألقها عنك، ﻷنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم.

الطلاق

"وقيل: من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما أنا أقول لكم: إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني.

لا تحلفوا البتة

"أيضا سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث، بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة، لا بالسماء لأنها كرسي الله، ولا بالأرض ﻷنها موطىء قدميه، ولا بأورشليم ﻷنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك، ﻷنك لا تقدر أن تجعل شغرة واحدة بيضاء أو سوداء. بل ليكن كلامكم: نعم نعم ، لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير.

الانتقام

" سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا للشر، بل من لطمك على خذك الأيمن فحول له الآخر أيضا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده.

محبة الأعداء

" سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا ﻷجل الذين يسيئون إليكم ويطردوكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين. ﻷنه إن أحببتم الذين يحبوكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟ وإن سلمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.

الصدقة

"احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات. فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق، كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة، لكي يمجدوا من الناس. الحق أقول لكم :إنهم قد استوفوا أجرهم! وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.

الصلاة

"ومتى صليت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع، لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم! وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.

الصلاة الربانية

"فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك. ليأت ملكوت. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك، والقوة، والمجد ، إلى الأبد. آمين. فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم.

الصوم

“ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمراءين ، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائما، بل ﻷبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.

الكنز الحقيقي

"لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء، حيت لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون، ﻷنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا. سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما، فإن كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون!

الله والمال

" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا ألله والمال.

الله يعتني بنا

" لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟ انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟ ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ ولماذا تهتمون باللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو ! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور، يلبسه الله هكذا، أفليس بالحري جدا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأمم. ﻷن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره.

لا تدينوا الآخرين

"لا تدينوا لكي لا تدانوا، ﻷنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ أم كيف تقول ﻷخيك: دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك. يا مرائي، أخرج أولا الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك! لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم.

الله يعطي لمن يسأله

"أسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. ﻷن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له. أم أي إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزا، يعطيه حجرا؟ وإن سأله سمكة، يعطيه حية؟ فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات، يهب خيرات للذين يسألونه. فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء.

الباب الضيق

"ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه! ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه!

من ثمارهم تعرفونهم

"اخترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة! من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية، لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فإذا من ثمارهم تعرفونهم.

ليس بالكلام بل بالعمل

ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!

البيت المبني على الصخر

" فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسسا على الصخر. وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها، يشبه برجل جاهل، بنى بيته على الرمل. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيما.

" فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه، ﻷنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة.

اتصل بنا

اطلب نبذات

قِوَى الظَّلام

إدراكُ وسائل إبليس على ضوء كَلمة الله

ليسَ قَصدُ الكتاب المقَدّس التركيز على إبليس وعمله. ولكننا نجد الكثير من الأشياء في الكتاب المقَدّس التي تكشف شخصيته وأعماله.

إبليس كان ملاكاً يوماً ما، ولكنه انقلب ضد الله، خالقه، وأراد أن يكون مثله. ممارسات مملكة إبليس المظلمة ليست جديدة. إنها مثل كل محاولاته عبر الأجيال لأن ينافس ملكوت الله. إنه يعرض بديلاً عما يحققه الله، بقوة روحه القدوس.

نقرأ في سفر الخروج عن قوة السَّحَرة في مصر الذين حاولوا أن يستنسخوا المعجزات التي صنعها الله على يد موسى. في سفر أيوب، إبليس يظهر بشكل فاضح على أنه يغار جداً من أمانة أيوب لله. لقد استخدم القسوة والحرمان ليحاول إجبار أيوب على الانصراف عن الله.

طرق إبليس تتصف بما يلي: الخوف، التهديدات، الوعود بالمتعة أو القوة، التهويل، والشك. بعض الأشياء الأولى التي يقدّمها لنا تبدو شيقة وآسرة جداً. يوحي إليك بالفكرة: "أتود أن تعرف المستقبل أو أن تكون لك بصيرة نافذة لا يستطيع الآخرون امتلاكها؟" وربما يقدّم شفاءات وراء دنيا العِلم. عِلْمْ الفلك أو العِرافة (قراءة البَخت) قد تبدو بريئة للغاية، ولكن هذه سرعان ما تتبعها كلمات أو صيغ سحرية معينة، وحفظ أيام معينة والخوف من أرقام النحس. الفكرة التي يدخلها إلى الأذهان هي أن هناك أرواح معينة يجب احترامها وخشيتها بسبب القوة التي يتمتعون بها علينا. وهكذا يوقع إبليس الغافلين في شرك عوالم الخوف منه ومن أرواحه.

الكثير جداً من الأفراد وقعوا أسرى الفضول إلى الأشياء التي تبدو، لأول وهلة، بريئة نوعاً ما. بتجريب لوح ويجا، والأبراج (كشف الطالع)، وقراءة الكف، وممارسات أخرى كثيرة كهذه، جعلوا أنفسهم عُرضةً للأرواح الشريرة لتسبب لهم المزيد من الإزعاج والقلق.

هدف إبليس هو أن يفتّت وأخيراً أن يدمّر إيمان المسيحي بالله. المسيحي يختبر الانتصار بامتلاك إيمان بالمسيح، بالمسيح وحده. الرغبة في معرفة المجهول أو الشهوة إلى القوة تحثُّ المرء أحياناً إلى تجريب ما له علاقة بعالم إبليس. الإيمان البسيط بالله يجعل المرء مرتاحاً نحو ما هو مجهول ويجعل المرء واثقاً تماماً بقوة المسيح.

إقرأ النص كاملاً قِوَى الظَّلام

ما بدأ بدافع الفضول أو حب الإطلاع أو التجريب سرعان ما يوقع المرء في شرك الخوف؛ الخوف مما قد يحدث، الخوف من القوى الأكبر، الخوف من الناس الآخرين، والخوف من إبليس نفسه. هذه المخاوف تطوّق الشخص الذي سمح لنفسه بأن يشترك في ممارسات ملتبسة مريبة. ولقاء هذا الخوف يدّعي إبليس أن لديه ترياقاً. فيعرض المزيد من القوة إِن سَلّمَ المرءُ نفسَه إلى طقوس معينة أو إذعانات أخرى. إنه يقول أن الخوف من الأرواح الأخرى يمكن إبطاله بامتلاك قوة أعظم في أنفسنا. وهكذا يُدخل الشخصَ إلى درجات متتالية من القوة التي، وبدلاً من أن تجعل الشخص يصل إلى مستويات أعظم من السلام، تسبّب له أن يدخل في دوامة لا تنتهي أبداً تشده إلى الأسفل إلى أعماق البغض الشيطاني. الأمان الموعود به من قِبل إبليس يتبين أنه يهرب كالسراب، إذ يُستبدل بالحاجة إلى الحماية من قوة لا تزال أقوى في هذا المجال الشرير. هذا هو نظام عبادة الشيطان.

مخطط إبليس هو بغاية استئصال الله والحلول  محله. لقد خُلق إبليس لكي يَعْبَدَ، وليس لكي يُعْبَدَ. إنه ليس قوة أسمى؛ لا يمكنه أن يغلب حمل الله؛ لا يمكنه أن يعطي الأمان والطمأنينة؛ ليس مهتماً بخيرنا ورفاهنا. ومع ذلك فإنه يعمل باستمرار على تطبيق القوة على الناس لكي يخضعوا له. إنه يحاول أن يخلق ارتياباً نحو الله ومملكته. يسعى لأن يؤسس تنظيماً يكون هو سيّده. وهذا يتشكل من خلال منظومة خوف وأوهام بالقوة. إنه يعمل معجزات ليخلق خشية في أذهان الناس (٢ كورنثوس ١١: ١٤-١٥). تأثير هذا النظام هو تدمير السلام والأمان في الأشخاص، والبيوت، والحكومات. إنه يأسر الناس، ويجعلهم يشعرون بأنهم مهددين بشكل خطير إذا ما حاولوا الفرار.

إبليس هو العدو الأكثر قسوة ومكراً وضراوة وفظاعة لديك. إنه بلا شرف كلّياً. إنه كاذب. وليس من حقّ فيه "إنهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ"  (يوحنا ٨: ٤٤). إنه قتّالٌ، مهلك. إنه تجسيد للبغض والشر. إنه شرير تماماً من كل النواحي، وليس فيه أي خير أو قابلية صلاح على الإطلاق.

إبليس هو المحرض على كل شر. ما من جريمة أو خطيئة شريرة جداً أو فاحشة جداً بالنسبة له. إنه سبب كل بغض، وكل قتل، وكل استغلال للأطفال أو الزوجات، وكل سوء لاستعمال المخدرات، وكل الفحشاء، وكل البيوت المحطمة، وكل النزاعات، وكل السحر والعرافة، وكل غشٍّ. إنه يُسَرُّ إذ يُسبّب جرائم الشغف والشر، والجرائم التي ترتكب ضد الأبرياء الذين يصادف وقوعهم في أيدي أشخاص فاسدين أو منحرفين. إنه قاسٍ لا يرحم ولا ينسى. الألم لا يحرّك فيه أية عاطفة أو إشفاق. سفك الدم والقتل هي أدوات يستخدمها ليصل إلى غاياته. لقد جاء "ليسرق، ويقتل، ويهلك" (يوحنا ١٠: ١٠).

مصير إبليس الأبدي قد تقرر للتو. هناك مكان في النار الأبدية معدة له ولزبانيته (متى ٢٥: ٤١). إنه مهتم بأن يجعل أكبر عدد ممكن من الناس يشاركونه ذلك العذاب. إنه يعلم أنه يستطيع ذلك بأن يُقوِّض ثم يهدم في النهاية إيماننا بالله. وسيفعل ذلك إما في تحدٍّ صريحٍ لكلمة الله أو بتشجيع ماكر لمسيحية متساهلة فاترة غير مبالية.

هناك وسيلة نجاة من براثن إبليس. إنه يود منك أن تعتقد أنه ليس هناك مهرب. الكتاب المقَدّس يخبرنا أن يسوع جاء ليُطْلِقَ الأسرى. جاء ليعطي الحياة. يسوع هو الطريق، والحق، والحياة (يوحنا ١٤: ٦). في حياته على الأرض، أظهر يسوع قوته على إبليس بمقاومة إغواءات إبليس وتجاربه وبطرد الأرواح الشريرة بكلمة الله (متى ٤: ١-١١؛ مرقس ٩: ٢٥-٢٦). قهر يسوع قوة إبليس بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات.

هل في مقدورنا أن نستفيد من هذا الانتصار وأن نتغلب على العدو الرئيسي لنفوسنا؟ أولاً، علينا أن ندرك أننا أسرى إبليس وأننا مقيدون بخوفه. يجب أن نقرَّ أن هذا أمر خاطئ وأننا هالكون إن بقينا في هذه الحالة. عندما ندرك بأننا غير قادرين على أن نتحرر من قبضة إبليس، علينا أن نصرخ إلى الله ليخلّصنا من كل قلبنا. علينا أن نتوب عن خطايانا ولا نرجع إليها. علينا أن نقبل بالإيمان دم يسوع المسيح الكفّاري عن خطايانا. يجب أن نسلّم أنفسنا لله، ونقبل مغفرته ونطيع كلمته بأمانة. إذ نحقق هذه الشروط فإنه يعطينا سلاماً معه، ويهدئ اضطراب قلوبنا، ويغفر خطايانا، ويمنحنا طبيعة جديدة ويجعلنا أحد أولاده. هذا معنى الولادة الثانية. كل من يقاوم دعوة الله لا يزال في مملكة إبليس، والمخادع سوف يأخذ ذلك الشخص معه إلى العذاب الأبدي.

إن كنتَ لا تعرف المخطط الذي أعدّه الله لك، فادرسْ كلمة الله، وصلِّ إليه بقلب صادق، وهو سوف يريك الطريق. الله يدعوك إليه ويريدك أن تنجو من عبودية إبليس. فليباركك الله. اقرأ المزمور ٩١.

قراءة إضافية:

لوقا ١١: ٢٠-٢٣... أقوى من إبليس

رومية ٦: ٢٠-٢٣... أحرار من الخطيئة

أشعياء ٦١: ١... الحرية للأسرى

رومية ٨: ١-٢... أحرار من الإدانة

اتصل بنا

اطلب نبذات

ينبغي أن تُولَد ثانية

قال يسوع أن الطريق الوحيد لكي تخلص هو أن تولد ثانية. ما معنى ذلك؟ الولادة الجديدة ليست أياً مما يلي: المعمودية، عضوية الكنيسة، المشاركة في المناولة، إصلاح المرء لحياته، الصلاة أو الأعمال الصالحة. الولادة الجديدة هي تغير القلب. الله يعطينا الولادة الجديدة عندما نتحول إليه بندم على حياتنا الخاطئة وتوبة. الله يرى عندما نكون على استعداد للولادة الجديدة. سوف نعرف عندما نولد ثانية. سوف يكون لنا ضمير حر، ورغبة بأن نفعل الصواب، ويقين بأن وطننا في السماء.

يخبرنا يسوع أن أبواب السماء مغلقة أمامنا ما لم نولد ثانية. ولذلك نسألك: يا صديقي، هل أنت مولود ثانية؟ يا من هو عضو في الكنيسة، هل أنت مولود ثانية؟ إن لم يكن كذلك فأنت هالكٌ. ذلك أن يسوع يقول: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا ٣: ٣).

قد تتساءل، "ماذا يعني أن تكون مولوداً ثانية؟" اليوم هناك الكثير من الأفكار الخاطئة عن الولادة الجديدة. إنها ليست المعمودية، لأن البعض اعتمد ولكن لم يولدوا من جديد بعد (أع ٨: ١٨- ٢٥). وهي ليست الانضمام إلى الكنيسة، لأن البعض انزلق بدون وعي أو قصد (غل ٢: ٤). وهي ليست تناول مائدة الرب، لأن البعض تناولها بدون استحقاق واستحق دينونة (١كور ١١: ٩). وهي ليست الإصلاح لمحاولة العيش بشكل أفضل، "فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلاَ يَقْدِرُونَ" (لو ١٣: ٢٤). إنها ليست الصلاة، لأن يسوع يقول: "يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا" (مت ١٥: ٨).

قد يقول أحدهم إن حاولتُ جهدي، وأعطيت الفقراء، وزرت المرضى، وكنت صالحاً بكل قدرتي كل يوم، فلابد عندها أن أولد ثانية (مت ٢٥: ٤١- ٤٥). لا، لا يمكننا أن نكون على غير طبيعتنا: "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ للهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ" (رو ٨: ٧). يجب أن نحصل على تغيير في القلب. لأن الله قال بالأنبياء: "وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا" (حز ٣٦: ٢٦).

إقرأ النص كاملاً ينبغي أن تُولَد ثانية

"فما هي الولادة الجديدة إذاً؟" الولادة الجديدة تشتمل على تغير القلب من حياة خدمة الذات إلى حياة خدمة الرب. هذا يحدث عندما نشعر بالندم على الطبيعة الخاطئة فينا وننظر بإيمان إلى يسوع لأجل المغفرة. عندما يولد طفل، تبدأ حياة جديدة، وشخص جديد في الجسد. على نفس المنوال، عندما نولد ثانية، تبدأ فينا حياة جديدة في المسيح يسوع بعد أن يحل الروح القدس فينا. ولذلك فإنها تُدعى حياة ولادة جديدة في المسيح يسوع. "لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ" (٢بط ٣: ٩).

"متى يمكنني أن أتوقع أن أولد ثانية؟" الكتاب المقدس يقول: "اليوم إذا سمعتم صوتَهُ" (عب ٣: ٧). هذا يعني في أي عمر، وأي زمان، وأي مكان، إن سمعتَ الدعوة وتجاوبت، يمكنك أن تُولد ثانية بالروح القدس.

"كم سيستغرق ذلك؟ أفلا يجب أن أنمو إلى الولادة الجديدة؟" لا، إننا نولد لملكوت الله وهذا يجعلنا أبناءً وورثَةً. "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رو ٨: ١٧). هذا ربما يحدث في اللحظة التي نسلّم فيها حياتنا ليسوع ونأتي إليه طالبين الغفران.

"كيف ومتى نتلقاها؟" الله، الذي ينظر إلى القلب، يرى إخلاصك وصدقك. إنه يأتي إليك بقوة الروح القدس ويخلق فيك روحاً بارّةً (مز ٥١: ١٠). ولذاً، أنت تُولد ثانية كخليقة جديدة في المسيح يسوع بالإيمان به (٢كور ٥: ١٧).

وأخيراً: "كيف لي أن أعرف أني وُلدت ثانية؟" يعلّمنا بولس في رو ٨: ١- ١٠ "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ". يعلّمنا الكتاب المقدس أن الضالين هم أموات في الخطيئة، مدانين، ويملكون ضميراً شريراً. لهم ذهنية جسدانية شهوانية، بدون رجاء، وهم عُصاة، وبدون الله في العالم. ولكن المسيحي المولود ثانية هو ابنٌ لله، يحيا في المسيح، وهو مخلّص، وبلا دينونة، ولديه ضميرٌ صالحٌ حيّ. هو أيضاً له ذهنية روحية، ممتلئ بالروح القدس والإيمان، وله رجاء بالحياة الأبدية. خطاياه قد مُحِيَت بدم يسوع. قلبه ممتلئ بالمحبة وسلام الله الذي يفوق كل فهمٍ. إنه يحبّ، ويرغب، ولديه القدرة على أن يصنع مشيئة الرب. ولديه رجاء يتجاوز القبر، ووعد بمنزل في السماء. هل يمكن لأحد أن يمر عبر هكذا تغيير ولا يشعر به؟ بالكاد، لأن "اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ" (رو ٨: ١٦).

إن لم تمرّ بهكذا خبرة بالسلام والفرح الذي يجلبه إلى النفس، فعليك ألا تستقرّ أو تستكين، لأنك تتلاعب مع الله وروحك بالذات. عليك أن تُولد ثانية.

اتصل بنا

اطلب نبذات